إفتتاح تسلا داينر في قلب لوس أنجلوس
في مدينة تعرف بأنها لا تنام وتحديدا في قلب هوليوود بمدينة لوس انجلوس، وقع حدث لا يشبه سواه. شركة تسلا، تلك التي لطالما ارتبط اسمها بالثورة التكنولوجية والذكاء الصناعي، قررت هذه المرة أن تعيد الحياة إلى طيف من الماضي، ولكن بلمسة مستقبلية تجاري أحلام إيلون ماسك الجامحة.
في 21 يوليو 2025، أزيح الستار عن أول مطعم تسلا داينر ودرايف إن بمفهومه الجديد: محطة شحن، سينما مفتوحة، ومطعم كلاسيكي، كل ذلك تحت سقف واحد أو بالأحرى تحت سماء كاليفورنيا.
المكان يبدو كأن الزمن قد انحنى داخله ليجمع بين الخمسينيات من القرن الماضي وعام 2050. عند الدخول، تستقبلك إنارة دافئة تذكر بصالات الطعام الأمريكية الكلاسيكية، ولكنك ما تلبث أن تدرك أنك في عالم تسلا. سيارات سايبر تراك مصطفة كأنها جزء من عرض مسرحي، وشاشتان عملاقتان تعكسان مشاهد من أفلام قديمة وحديثة على السواء، فيما يقف روبوت “أوبتيموس” لتقديم الفشار بابتسامة رقمية صامتة.
الأمر لا يقف عند الشكل، فالمضمون مدروس بعناية. المطعم يقدم وجبات سريعة، ولكن بتغليف صمم ليبهر: علب طعام على شكل شاحنات سايبر تراك وأكواب تحمل الشعار بأناقة. الأطفال ينبهرون، والكبار يبتسمون بتلك النظرة التي تجمع بين الدهشة والحنين.
وفي الخارج، تنتظر أكثر من 75 محطة شحن سريع لتشحن السيارات أثناء تناول العشاء أو مشاهدة الفيلم. تجربة الشحن التي كانت توصف بالملل في السابق، تحولت إلى موعد ممتع أشبه بالفسحة العائلية. أما الأجواء، فقد أُضفي عليها سحر إضافي مع نادلات يتزلجن على أحذية بعجلات وهن يوزعن الطلبات في مشهد يعيد إلى الأذهان مقاهي الخمسينيات.
لكن تسلا لا تبني مطعما فحسب، بل تقدم تصورا جديدا لما قد تكون عليه تجربة الترفيه المستقبلية: مزيج من التقنية، والحنين، والكفاءة. وقد لا يتوقف الأمر هنا، فبحسب التصريحات الأولية، تسعى تسلا لتكرار التجربة في مدن أخرى وربما في دول مختلفة، حيث تلتقي السيارات بالكافيهات والشاشات العملاقة بالذكاء الصناعي، في وحدة لا تشبه ما عهدناه.
المطعم في ظاهره وجبة سريعة في مدينة سريعة، لكنه في جوهره تذكير جميل بأن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات باردة، بل قد تكون جسورا ناعمة تربط الحاضر بالماضي، والمستقبل بالحلم.
ولعل السؤال الآن: هل نرى هذا المفهوم يصل إلى مدننا في الخليج؟ وهل تفتح هذه التجربة الباب أمام نوع جديد من الاستثمار في قطاع المطاعم والترفيه الذكي؟

مستشار وخبير في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، صانع محتوى وأوامر الذكاء الإصطناعي.