كيتا الصينية تدخل السوق الكويتي: منافس جديد في عالم التوصيل
في أروقة التطبيقات وألوان الدراجات النارية التي تجوب شوارع الكويت، اعتاد الناس على أسماء مألوفة: طلبات، ديليفرو، جاهز، وكاري. لكن مع نهاية هذا الصيف، ستظهر لافتة جديدة بلون مختلف وإيقاع أسرع، تحمل اسم “كيتا – Keeta“، عملاق التوصيل الصيني الذي يشق طريقه إلى الكويت بخطى واثقة.
قد يبدو الاسم جديدا على الكثيرين، لكنه في الحقيقة يقف وراءه أحد أكبر أنظمة التوصيل في العالم. في الصين، تملك كيتا أكثر من 770 مليون مستخدم، وتسجل نحو 98 مليون طلب يوميا، وتعمل مع أكثر من 7 ملايين سائق. هذه الأرقام وحدها تكفي لتوضيح حجم هذا الكيان القادم من الشرق.
ورغم زحمة المنافسة في السوق الكويتي، إلا أن تجربة كيتا في السعودية أظهرت أن المستحيل قد لا يكون مستحيلا. فبعد أربعة أشهر فقط من دخولها هناك، أصبحت ثالث أكبر منصة توصيل طعام في المملكة، متجاوزة أسماء عريقة كانت تهيمن على السوق لسنوات.
السر؟ بسيط لكنه فعّال: أسعار منخفضة للغاية، وتوصيل مجاني. وهو ما يتوقع أن تعتمده كيتا أيضا في الكويت خلال عامها الأول، بهدف جذب المستخدمين وبناء قاعدة عملاء ضخمة منذ البداية.
لكن ما تخطط له كيتا لا يقف عند الأسعار فقط، بل تضع السرعة في قلب استراتيجيتها. فمنذ انطلاقتها، تستهدف توصيل الطلبات خلال 25 إلى 30 دقيقة في جميع أنحاء الكويت، على أن تصل إلى أقل من 20 دقيقة في المناطق المزدحمة في المرحلة الثانية. أما الحلم الكبير فهو الوصول إلى خدمة توصيل في أقل من 15 دقيقة، اعتمادا على نظام “هايبر محلي” متقدم.
ولا تكتفي كيتا بالخدمات الأساسية. بل تقدم نظاما تحفيزيا ذكيا: نقاط كيتا، التي تمنح على كل طلب، ويمكن لاحقا تحويلها إلى أميال سفر، أو عضويات في فنادق أو برامج نمط حياة.
أما من الناحية التقنية، فكيتا ليست مجرد تطبيق عادي. ففي الصين، طورت الشركة مركبات توصيل ذاتية القيادة وروبوتات، وبدأت باستخدام الدرون لتوصيل الأطعمة والمستلزمات الطبية في دبي، ضمن تجربة تجريبية نهاية العام الماضي. لا نعلم إن كانت هذه الابتكارات ستصل إلى شوارع الكويت قريبا، لكن مجرد التفكير بها يشعل الفضول.
من المتوقع أن تنطلق كيتا في الكويت رسميا في شهر سبتمبر المقبل، على أن تبدأ بمرحلة تجريبية مع مجموعة مختارة من المطاعم خلال الأسابيع القليلة القادمة.
في عالم تتبدل فيه العادات الاستهلاكية بسرعة، يبدو أن كيتا لن تكون مجرد اسم جديد على الخريطة، بل قد تعيد رسم معالم المنافسة كلها. السؤال هو: من سيتراجع خطوة، ومن سيبقى في الصدارة؟

مستشار وخبير في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، صانع محتوى وأوامر الذكاء الإصطناعي.