منصة كويتية جديدة لمراقبة جودة الهواء تطلق في شوارع العاصمة
في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها المدن الحديثة، كشفت الهيئة العامة للبيئة في الكويت عن إطلاق منصة رقمية وطنية لمراقبة جودة الهواء، تعد الأولى من نوعها على المستوى المحلي، وتهدف إلى رصد وتحليل نسب التلوث في الهواء بشكل لحظي ودقيق.
شبكة استشعار ذكية في قلب المدينة
المبادرة الجديدة تتضمن تركيب محطات استشعار بيئي في عدة مواقع استراتيجية داخل العاصمة الكويت، بما في ذلك المناطق ذات الكثافة المرورية العالية مثل شرق، القبلة، والشويخ الصناعية، إضافة إلى نقاط رصد في الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات.
هذه الأجهزة المتطورة قادرة على قياس مجموعة من الملوثات الهوائية الرئيسية مثل:
- ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂)
- الجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10)
- الأوزون الأرضي (O₃)
- أول أكسيد الكربون (CO)
منصة إلكترونية مفتوحة للجمهور
وتزامنا مع تركيب أجهزة الرصد، تم تدشين منصة رقمية تفاعلية تتيح للمواطنين والمقيمين الاطلاع على جودة الهواء في مناطقهم بشكل مباشر، عبر خرائط حية ورسوم بيانية محدثة على مدار الساعة.
المنصة، التي تعمل من خلال الموقع الرسمي للهيئة وتطبيقها الهاتفي الجديد، تمكن المستخدم من:
- تتبع مؤشرات جودة الهواء حسب الموقع الجغرافي
- تلقي تنبيهات في حال ارتفاع نسب التلوث
- فهم مستويات التأثير الصحي المحتمل
- الاطلاع على التوصيات الوقائية لكبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي
خطوة نحو التوعية البيئية والمسؤولية المجتمعية
أكدت الهيئة العامة للبيئة أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في نشر ثقافة الوعي البيئي، وتمكين المجتمع من المشاركة في حماية الصحة العامة. كما أوضحت أن المشروع هو جزء من خطة وطنية شاملة تمتد على مراحل، تشمل:
- توسيع شبكة الرصد لتغطي جميع محافظات الكويت
- ربط المنصة بمنظومة الطوارئ الوطنية
- إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر البيئية
وقد شهدت الأيام الأولى من إطلاق المنصة تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المستخدمين عن اهتمامهم بهذه الخطوة، مطالبين بتعميم البيانات على شاشات الطرق، وتضمينها ضمن تطبيقات الطقس والخدمات اليومية.
الكويت نحو بيئة حضرية أكثر شفافية
في ظل الازدحام المروري والنشاط الصناعي المتسارع، بات من الضروري أن تتم مراقبة جودة الهواء بأسلوب علمي ودقيق، وهو ما بدأت الكويت فعليا في تحقيقه من خلال هذه المنصة الجديدة.
ففي عالم أصبح فيه الهواء النقي رفاهية، تمثل هذه المبادرة الكويتية خطوة جادة نحو بيئة حضرية أكثر أمنا وشفافية.

مستشار وخبير في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، صانع محتوى وأوامر الذكاء الإصطناعي.