الذكاء الإصطناعي في مناهج الكويت الدراسية
في خطوة تعد من أبرز ملامح التحديث التعليمي في الكويت، أعلنت وزارة التربية عن إدخال الذكاء الاصطناعي كمكون رئيسي في المنهج الدراسي لطلاب الصف العاشر ضمن مقرر “تطوير الحاسب”. هذه المبادرة الجديدة تمثل تحولا نوعيا في رؤية الدولة لمستقبل التعليم، وتهدف إلى إعداد جيل قادر على التفاعل مع التطورات التكنولوجية المتسارعة.
ويأتي هذا التوجه استجابة للمتغيرات العالمية التي باتت تفرض دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الحياة، وعلى رأسها التعليم. فبدلا من اقتصار المناهج على المعرفة النظرية، تسعى الوزارة إلى بناء بيئة تعليمية تفاعلية تعتمد على التحليل، الإبداع، وحل المشكلات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
لماذا الصف العاشر تحديدا؟
وفق مصادر تعليمية، فإن المرحلة الثانوية تعتبر الوقت الأمثل لغرس المفاهيم التقنية المتقدمة، حيث يكون الطالب أكثر نضجا وقدرة على الاستيعاب، إضافة إلى أن هذه المرحلة تمهد لاختيارات تخصصية مستقبلية، سواء في التعليم الجامعي أو المهني.
ماذا سيتعلم الطلاب؟
المنهج الجديد لا يقتصر على تعريف الطالب بمفهوم الذكاء الاصطناعي، بل يتعداه ليشمل تطبيقات عملية مثل:
- تصميم خوارزميات بسيطة.
- استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة.
- تحليل البيانات واتخاذ القرار بناء على مدخلات رقمية.
- التعرف على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيره في المجتمعات.
تدريب المعلمين أولا
لم تغفل الوزارة أهمية الكادر التربوي في إنجاح هذه التجربة، حيث أطلقت برنامجا تدريبيا خاصا لتأهيل معلمي الحاسوب على تدريس هذه المادة، بالتعاون مع خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم. وتعقد ورش عمل مستمرة لضمان أن المحتوى يقدم بطريقة مبسطة، مع الحفاظ على العمق العلمي.
ردود الفعل
لاقى هذا القرار ترحيبا واسعا بين أولياء الأمور والمهتمين بالتعليم، واعتبر علامة فارقة في تطوير التعليم الكويتي، الذي يسعى لمواكبة دول متقدمة مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية في استراتيجياتها التعليمية المستقبلية.
ما القادم؟
تشير التوقعات إلى أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة. فقد ألمحت مصادر في الوزارة إلى نية التوسع في تدريس الذكاء الاصطناعي في مراحل تعليمية أخرى مستقبلا، إضافة إلى احتمالية إدراج مواد تفاعلية تعتمد على الواقع المعزز والروبوتات الذكية في السنوات المقبلة.
هل تعتقد أن تعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس سيغير طريقة تفكير الجيل القادم؟

مستشار وخبير في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، صانع محتوى وأوامر الذكاء الإصطناعي.